طب وصحة

اكتشف فص دماغك المسيطر

25 سؤالاً لتكتشف الأنشط من فصي دماغك

لطالما شكّلت دراسة الدماغ البشري ميداناً بالغ الأهمية في العلوم العصبية والسلوكية، حيث تكشف الأبحاث الحديثة أن لكل نصف من نصفي الدماغ الأيمن والأيسر وظائف متميزة تسهم بطرق مختلفة في إدراك الإنسان وسلوكه وطريقته في معالجة المعلومات. يعتمد الكثير من الأفراد، عن وعي أو دون وعي، على فص دماغي أكثر من الآخر، مما يؤدي إلى تباين واضح في طريقة التفكير والتفاعل مع العالم المحيط. تُعد معرفة الفص المهيمن أداة فعالة لفهم الذات وتحسين الأداء العقلي والمهني والاجتماعي.

يطرح هذا المقال اختباراً مكوناً من 25 سؤالاً مصمماً بدقة ليكشف، من خلال تحليل اختياراتك وتوجهاتك، أي الفصين الدماغيين (الأيمن أو الأيسر) هو الأكثر نشاطاً لديك. لكن قبل الغوص في تفاصيل هذا الاختبار، من المهم استعراض الخلفية العلمية والوظائف العصبية المرتبطة بكل فص لفهم أعمق للنتائج التي قد تحصل عليها.


البنية الوظيفية لنصفي الدماغ

ينقسم الدماغ البشري إلى نصفين متقابلين: الأيسر والأيمن، ويفصل بينهما ما يُعرف بـ”الجسم الثفني” (Corpus Callosum) الذي يسمح بتبادل الإشارات العصبية. وعلى الرغم من أن كلا النصفين يعملان بتكامل دائم، إلا أن لكلٍ منهما خصائص وظيفية تميّزه:

الفص الأيسر (Left Hemisphere) الفص الأيمن (Right Hemisphere)
المنطق والتحليل الإبداع والخيال
اللغة والنحو الموسيقى والإيقاع
التفكير التسلسلي التفكير الشمولي
الحسابات والأرقام الصور والرموز
التنظيم والتخطيط الحدس والعاطفة
التفاصيل والدقة النظرة العامة للصورة

هذا التقسيم لا يعني أن الإنسان يستخدم فصاً واحداً فقط، بل إن الجميع يستخدم كلا الفصين، ولكن تختلف نسبة الاعتماد بين الأفراد. ومن خلال اختبار معرفي معين، يمكننا أن نحدّد أي الفصين هو الأكثر تأثيراً في طريقة تفكيرك وسلوكك.


أهمية معرفة الفص المهيمن لديك

معرفة الفص الأكثر نشاطاً في دماغك لا تندرج ضمن إطار الفضول فقط، بل تحمل فوائد عملية ملموسة، نذكر منها:

  • اختيار التخصص الدراسي أو المهني الأنسب: فالأشخاص الذين يهيمن عليهم الفص الأيسر قد يبدعون في العلوم الدقيقة والتحليلية كالرياضيات والهندسة، في حين أن من يهيمن عليهم الفص الأيمن قد يميلون إلى الفنون والتصميم والمجالات الإبداعية.

  • تحسين طرق التعلم: التعرف على نمط التفكير المسيطر يساعد في اختيار الأساليب التعليمية الأفضل سواء كانت مرئية، سمعية أو عملية.

  • تنمية المهارات المتوازنة: عبر معرفة الفص المسيطر، يمكن تدريب الفص الآخر لتحقيق التوازن الذهني وتنمية مهارات جديدة.

  • التفاعل الأفضل مع الآخرين: فهم طريقة التفكير والتواصل الخاصة بك يساعد في تحسين علاقاتك الاجتماعية والمهنية.


كيف يعمل الاختبار؟

يتضمن هذا الاختبار 25 سؤالاً مبنياً على تحليل السلوك اليومي، التفضيلات الشخصية، طرق التعامل مع المشكلات، والاستجابات الذهنية. بعد تحليل النتائج، يتم تصنيف الشخصية إلى واحدة من ثلاث فئات:

  1. شخصية يغلب عليها الفص الأيسر: تحليلية، منظمة، منطقية.

  2. شخصية يغلب عليها الفص الأيمن: إبداعية، حدسية، عاطفية.

  3. شخصية متوازنة: تستفيد من قدرات كلا الفصين بالتساوي تقريباً.


25 سؤالاً لاكتشاف الفص الدماغي المسيطر

ملاحظات قبل البدء: اقرأ كل سؤال واختر الإجابة التي تنطبق عليك بشكل أكبر، حتى لو كان الخيار الآخر يبدو محتملاً. لا تفكر كثيراً، فالإجابة التلقائية غالباً ما تعكس الحقيقة الذهنية بشكل أدق.

  1. عندما تواجه مشكلة، ما أول ما تفكر فيه؟

    • أ: تحليل الأسباب والمنطق وراءها

    • ب: تصوّر الاحتمالات المختلفة وحلول مبتكرة

  2. عند قراءة كتاب جديد، ما الذي يشدك أكثر؟

    • أ: البنية والحبكة وتسلسل الأحداث

    • ب: الشخصيات والمشاعر والدوافع

  3. هل تميل إلى تنظيم جدولك الزمني مسبقاً؟

    • أ: نعم

    • ب: نادراً، أفضّل العفوية

  4. هل تجد الراحة في الأنظمة والقواعد؟

    • أ: نعم، تساعدني على الإنجاز

    • ب: لا، أفضّل الحرية والإبداع

  5. هل تعتبر نفسك شخصاً دقيقاً في التفاصيل؟

    • أ: جداً

    • ب: أركز على الصورة العامة أكثر

  6. هل تستمتع بحل الألغاز المنطقية والمعادلات؟

    • أ: نعم

    • ب: لا، أجدها مملة

  7. هل تعبر عن نفسك بالكلمات أم بالصور؟

    • أ: بالكلمات

    • ب: بالصور أو الرسومات

  8. كيف تتعامل مع المشاعر؟

    • أ: أحاول كبحها وتحليلها

    • ب: أعيشها بالكامل وأتأثر بها

  9. ما نوع الهوايات التي تفضلها؟

    • أ: البرمجة، القراءة العلمية

    • ب: الرسم، الموسيقى، التمثيل

  10. هل تشعر براحة أكبر في الاجتماعات الرسمية أم الأحاديث العفوية؟

    • أ: الاجتماعات المنظمة

    • ب: الأحاديث العفوية

  11. هل تتذكر الأرقام بسهولة؟

    • أ: نعم

    • ب: لا، أتذكر الوجوه أكثر

  12. في السفر، هل تفضل وضع خطة مفصلة؟

    • أ: بالتأكيد

    • ب: أرتجل حسب الظروف

  13. كيف تحل الخلافات مع الآخرين؟

    • أ: أستخدم الحجة المنطقية

    • ب: أركّز على مشاعر الطرف الآخر

  14. هل تعيد تنظيم ملفاتك باستمرار؟

    • أ: نعم

    • ب: لا أرى داعياً لذلك غالباً

  15. كيف تتعلم بشكل أفضل؟

    • أ: عبر الشرح اللفظي والملاحظات

    • ب: عبر الصور والأنشطة العملية

  16. عندما تشاهد فيلماً، ما الذي يلفتك أكثر؟

    • أ: التسلسل الزمني والسيناريو

    • ب: الإخراج البصري والمؤثرات

  17. هل تميل إلى رسم الأشكال أو تدوين الملاحظات في دفترك؟

    • أ: تدوين الملاحظات

    • ب: رسم الأشكال والرموز

  18. هل تفضل المشاريع التي لها بداية ونهاية واضحتين؟

    • أ: نعم

    • ب: أفضّل المشاريع الإبداعية المفتوحة

  19. ما هو شعورك تجاه المفاجآت؟

    • أ: تسبب لي قلقاً

    • ب: أراها ممتعة ومثيرة

  20. هل تحب تحديات الألعاب الذهنية أكثر من الألعاب الفنية؟

    • أ: نعم

    • ب: لا

  21. هل يزعجك الفوضى؟

    • أ: نعم كثيراً

    • ب: يمكنني التعايش معها

  22. عند الحديث مع الآخرين، هل تركّز على الكلمات أم نبرة الصوت وتعبيرات الوجه؟

    • أ: الكلمات

    • ب: النبرة وتعبيرات الوجه

  23. هل يمكنك تخيّل مكان لم تزره فقط من خلال وصفه؟

    • أ: بصعوبة

    • ب: بسهولة

  24. هل تميل إلى الحديث عن الأفكار أم عن المشاعر؟

    • أ: الأفكار

    • ب: المشاعر

  25. في حالة الضغط، هل تلجأ للتفكير المنطقي أم تعتمد على حدسك؟

    • أ: التفكير المنطقي

    • ب: الحدس


كيفية احتساب النتيجة

بعد الانتهاء من الإجابة على الأسئلة، يتم احتساب عدد إجاباتك لكل من الخيار “أ” و”ب”:

  • إذا كان لديك أكثر من 16 إجابة من نوع (أ): أنت شخص يستخدم الفص الأيسر بشكل أكبر، وهذا يعني أنك تميل للتفكير التحليلي والمنطقي وتُفضل التنظيم والدقة.

  • إذا كانت أغلب إجاباتك من نوع (ب): أنت شخص يستخدم الفص الأيمن أكثر، مما يدل على أنك مبدع، حساس، تنجذب إلى الفن والخيال وتعتمد كثيراً على الحدس.

  • إذا كانت إجاباتك متقاربة بين (أ) و(ب): أنت شخصية متوازنة، قادرة على استخدام قدرات كلا الفصين بما يحقق التكامل بين المنطق والإبداع.


خاتمة علمية

التمييز بين الفص الأيمن والأيسر ليس مجرد إطار فكري، بل هو انعكاس لتشابك عصبي معقد يؤثر في أنماط الإدراك، والتعليم، والعلاقات، واتخاذ القرار. تكمن قوة الإنسان في إدراكه لقدراته، وتوظيفها بذكاء في حياته اليومية. ويمثل هذا النوع من الاختبارات المعرفية أداة مساعدة لفهم الذات، لكن لا يُغني عن الفحص العصبي المتقدم ولا يُستخدم لتشخيص أو تقييم طبي.


المراجع العلمية:

  1. Springer, S. P., & Deutsch, G. (1998). Left Brain, Right Brain: Perspectives from Cognitive Neuroscience. W.H. Freeman and Company.

  2. McGilchrist, I. (2019). The Master and His Emissary: The Divided Brain and the Making of the Western World. Yale University Press.